أظهر تقرير لـ«بي أم أي» أنه من المتوقع أن يشهد إنتاج السيارات في شمال إفريقيا نمواً قوياً مستمراً حتى عام 2033، مع احتفاظ المغرب بموقعه كأكبر منتج للسيارات في شمال القارة، وأضاف التقرير، «المنافسة ستشتد بين الجزائر ومصر على الاستثمار واحتلال المركز الثاني في المنطقة».
وبحسب التوقعات سيظل المغرب الأول إقليمياً في التصنيع بواقع نحو 614 ألف سيارة عام 2024، وستحتل مصر المركز الثاني بإنتاج 37,075 سيارة، بينما ستقوم الجزائر بتصنيع 17405 مركبات فقط، ولكن يلاحظ التقرير أن مصر حالياً في طريقها لتتأخر عن نظرائها الإقليميين الآخرين على المدى المتوسط والطويل.
وأرجع تقرير الشركة التابعة لفيتش سوليوشانز هذا النمو إلى عوامل عديدة منها «نقل سلاسل التوريد الأوروبية إلى شمال إفريقيا وزيادة الحواجز التجارية أمام صناعة السيارات الصينية في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فضلاً عن تعطيل طرق التجارة البحرية حول البحر الأحمر، ما يدفع مصنّعي السيارات من الصين إلى الاستثمار في دول شمال إفريقيا».
وأضافت بي أم أي أن الضغط المرتفع على سلسلة التوريد العالمية لا يزال قائماً بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط ويؤثّر على قدرات الشحن ويتسبب في الكثير من التأخيرات.
ويتوقع التقرير أن تستمر هذه الآثار الكبيرة حتى نهاية النصف الثاني من عام 2025، إذ ستظل السفن التي تعبر ا لبحر الأحمر وخليج عدن معرضة لخطر الهجوم حتى نهاية عام 2024، واحتمال امتداد تلك المخاطر إلى الربع الأول من عام 2025.
وبدأت مجموعة الحوثي اليمنية مهاجمة السفن التابعة لإسرائيل في البحر الأحمر في نوفمبر 2023، ثم وسعت أهدافها لتشمل تلك التي تزعم أنها مرتبطة بالولايات المتحدة أو حلفائها، وتستمر هذه الهجمات في تعطيل تدفقات التجارة البحرية عبر مضيق باب المندب، الذي يعتبر بمثابة ممر مائي حيوي للتجارة العالمية.
كانت بي أم أي قد أشارت في تقرير سابق إلى أن المغرب سيصبح أكبر منتج للسيارات في إفريقيا عام 2024، ليتجاوز جنوب إفريقيا أكبر منتج للسيارات في القارة منذ فترة طويلة.
وسيكون هذا الاتجاه مدفوعاً بالأداء اللوجستي الضعيف في جنوب إفريقيا، فضلاً عن زيادة وارداتها من السيارات عام 2024، في حين أن الاستثمار المستمر في صناعة السيارات المغربية سيدعم نمو إنتاجها المحلي، خاصة مشاريع السيارات الكهربائية.
ويتوقع التقرير في الوقت الحالي أن يتراوح متوسط نمو إنتاج السيارات في المغرب 6.8 في المئة سنوياً حتى عام 2033، ليصل حجم الإنتاج السنوي الكلي إلى 1.09 مليون مركبة.
ويوضح التقرير إجمالي إنتاج السيارات في الجزائر يرتفع بنسبة 17.5 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى حجم إنتاج سنوي قدره 7631 وحدة.
ومن المتوقع أن يقفز حجم النمو في إنتاج الجزائر للسيارات إلى 36.5 في المئة سنوياً خلال الفترة من 2025 إلى 2033 لتصل قدرة الإنتاج إلى 236،740 وحدة، لتتخطى إنتاج مصر من السيارات.
وعلى الرغم من وجود إمكانية لتصبح الجزائر مُصدراً صريحاً للسيارات خلال العقد المقبل، ينبه التقرير بأن هذا الانتعاش والنمو سيكونان هشين للغاية وقد يتعرضان بسهولة للتراجع بسبب السياسات المحلية والقيود التجارية في الجزائر.