تراجعت أغلب مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية عند الإغلاق، يوم الاثنين، مع ترقب المستثمرين بيانات أسعار المستهلكين والمنتجين هذا الأسبوع، والتي يأملون أن تمنحهم مزيداً من المؤشرات التي تساعدهم على توقع مدى إمكانية بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
وتشير بيانات أولية إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نزل 5.23 نقطة، بما يعادل 0.10 في المئة إلى 5118.46 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع 65.84 نقطة أو 0.39 في المئة إلى 16019.27 نقطة، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 49.85 نقطة أو 0.13 بالمئة إلى 38772.54 نقطة، وفقاً لرويترز.
يأتي التراجع الذي تشهده مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت، وسط توقع المستثمرين بيانات التضخم، ومن المتوقع أن توجه هذه البيانات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، خاصة في ضوء الإشارات المتضاربة من تقارير التوظيف الأسبوع الماضي.
استجابة السوق لبيانات التضخم والعمالة
يراقب المستثمرون عن كثب مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI) لشهر فبراير شباط، وتأتي هذه الأرقام في أعقاب تقرير صدر في شهر يناير كانون الأول، كشف تضخماً أعلى من المتوقع؛ ما أثار مخاوف بشأن التضخم المستمر وإمكانية تأجيل تخفيض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، كما أسهم الارتفاع غير المتوقع في معدل البطالة إلى 3.9% في فبراير شباط، على الرغم من الإضافات القوية للوظائف، في حالة عدم اليقين في السوق.
توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي
وسط هذه الإشارات المتضاربة، يعيش الاحتياطي الفيدرالي تعتيماً إعلامياً قبل اجتماع تحديد سعر الفائدة الأسبوع المقبل، وفي حين أن هناك توقعات بخفض أسعار الفائدة، فإن التوقيت لا يزال غير واضح، وألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة، لكن القرار يتوقف على المزيد من التيسير الاقتصادي وتوافق التضخم مع النطاق المستهدف.
أداء القطاعات والأسهم الفردية
قادت قطاعات تكنولوجيا المعلومات وخدمات الاتصالات الخسائر، مع انخفاضات كبيرة في الأسهم العملاقة مثل مايكروسوفت وأمازون، يذكر أن أسهم الرقائق مثل إنفيديا وإيه إم دي وبرودكوم شهدت انتكاسات بعد المكاسب الأخيرة، ما أسهم في انخفاض السوق بشكل عام، على العكس من ذلك، شهدت الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية والبلوركتشين ارتفاعاً طفيفاً، بالتوازي مع الارتفاع القياسي الذي حققته عملة البيتكوين.
التطورات السياسية
كما تعمل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في عام 2024 على تشكيل معنويات المستثمرين، مع توقع جولة العودة المحتملة بين بايدن وترامب، كما أثرت تطورات الشركات، مثل الانخفاض المرتبط بالتحقيق في أزمة بوينغ وصعود إكويترانس ميدستريم بعد إعلان الاستحواذ على إي كيو تي كورب، على أنماط التداول.
توقعات السوق
بالنظر إلى مؤشرات السوق الحالية والبيانات الاقتصادية المرتقبة، فإن التوقعات على المدى القصير تبدو هبوطية، ومن المرجح أن يظل المستثمرون حذرين حتى يكون هناك المزيد من الوضوح بشأن اتجاهات التضخم وقرارات سعر الفائدة التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي، وتميل المعنويات العامة نحو اتباع نهج حذر تحسباً لمؤشرات اقتصادية أكثر واقعية.