شهد الذكاء الاصطناعي أسبوعاً حافلاً من الأحداث يعد الأبرز منذ إطلاق تشات جي بي تي العام الماضي، والمنافسة التي دخلتها شركات التكنولوجيا الكبرى من أجل إثبات جدارتها في سوق الذكاء الاصطناعي.
ففي الوقت الذي أصدرت شركة (أوبن إيه آي) للتكنولوجيا أحدث دعم لتشات جي بي تي، أعلن إيلون ماسك عن وصول المنافس الساخر لتشات جي بي تي الذي يدعى غروك (Grok) عبر منصته إكس، المعروفة سابقاً باسم تويتر.
يأتي هذا في وقت تُعقد فيه جلسة استماع للجنة الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ حول تنظيم الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، أو أول جهاز ذكاء اصطناعي يمكن ارتداؤه يهدف إلى استبدال الهاتف الذكي يوماً ما.
وارتفع حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي خاصة بعد 2022، وهو العام الذي شهد طفرة تشات جي بي تي، ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن المتوقع أن يواصل حجم السوق ارتفاعه حتى 2030.
وقال ريس هايدن، المحلل في شركة (إيه بي آي ريسيرش)، إن هذه الإعلانات المهمة تشير إلى السرعة التي تتحرك بها سوق الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن مجتمع الذكاء الاصطناعي يواصل تحقيق التوازن بين مخاطر عواقبه غير المقصودة مع الحفاظ على تطوره بسرعة هائلة ليظل قادراً على المنافسة والابتكار، فماذا حدث خلال هذا الأسبوع؟
تعزيزات تشات جي بي تي
استضافت أوبن إيه آي أول مؤتمر للمطورين بعد ما يقرب من عام من إطلاق تشات جي بي تي، الذي أسهم في تجديد المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى التي سعت لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي مشابهة، ونشرها في العديد من منتجاتها.
كشفت الشركة عن سلسلة من تحديثات أدوات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك قدرة المطورين على إنشاء إصدارات مخصصة من تشات جي بي تي تسمى تشات جي بي تي إس، إذ يمكنها الاتصال بقواعد البيانات أو استخدامها في رسائل البريد الإلكتروني أو تيسير طلبات التجارة الإلكترونية، على أن تطرح متجر جي بي تي الرقمي في وقت لاحق من الشهر الجاري.
كما عرض ألتمان أيضاً جي بي تي-4 تربو وهو أحدث إصدار من التكنولوجيا التي تعمل على تشغيل تشات جي بي تي.
أول جهاز يمكن ارتداؤه بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
قدمت شركة هيومين الناشئة التي أسسها موظفون سابقون في شركة أبل، أول جهاز يمكن ارتداؤه بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يسمى ( إيه آي بين)، وهو عبارة عن أداة صغيرة وامضة ترتبط بالملابس.
وتعتزم في نهاية المطاف استبدال الهواتف الذكية من خلال عرض المعلومات على يد المستخدم، ما يوفر إمكانية الرد على المكالمات الهاتفية، إضافة إلى البحث وإرسال الرسائل وإدارة فوضى البريد الإلكتروني.
ويأتي الجهاز الجديد مزوداً بأجهزة استشعار للعمق والحركة، ويتميز بكاميرا فائقة الاتساع.
وقال آرون تشاندراسيكاران، المحلل في شركة غارتنر، إن الكشف عن هذه الأجهزة يمثل خطوة مهمة في تصميم الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستكشاف طريقة جديدة محتملة للتفاعل بين الإنسان والآلة.
وعلى الرغم من أن الشركة تعِد ببطارية تدوم طوال اليوم، فإن هايدن قال إن التحدي الأكبر الذي يواجه نشر الذكاء الاصطناعي على الجهاز هو عمر البطارية، وذلك بالنظر إلى أن هذا الجهاز صغير جداً، ويدعي تقديم الكثير من الإمكانات.
ومن المقرر طرح الجهاز للبيع في الولايات المتحدة بحلول 16 نوفمبر تشرين الثاني، بسعر 699 دولاراً.
وصول غروك الساخر
أزاح إيلون ماسك عبر حسابه الرسمي على موقع إكس، الستار عن نموذج ( غروك) الذي وضعه فور إطلاقه في مقارنة مع تشات جي بي تي.
قالت شركة إكس إيه آي في منشور على مدونتها إن غروك يتميز بحسه الساخر، ويرد على الأسئلة بالاستعانة بالقليل من الذكاء.
وعلى الرغم من انتقاده لشركات التكنولوجيا الكبرى التي انخرطت في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن ماسك وصف برنامج غروك بنموذج الذكاء الاصطناعي الباحث عن الحقائق القصوى، وذلك بهدف منافسة الأدوات التابعة لشركتي غوغل ومايكروسوفت مثل أداة بارد؛ التي كشفت عن تخوفها من منافسة نموذج غروك الجديد عند سؤالها عنه.
وأوضح ماسك أن غروك يمكنه الوصول إلى المعلومات من منصة إكس بطريقة مباشرة، وهذا ما يجعل له الأفضلية مقارنة بالنماذج الأخرى.
ومن المنتظر أن يكون غروك متاحاً كتطبيق مستقل، وعلى منصة إكس للتواصل الاجتماعي أيضاً لمشتركي نظام بريميوم بلس مقابل 16 دولاراً شهرياً.
هجوم مستهدف على أوبن إيه آي
بعد يومين من مؤتمر المطورين، شهدت شركة أوبن إيه آي انقطاعات واسعة النطاق في خدماتها، وهو ما عزته لاحقاً إلى هجمات مستهدفة محتملة على خوادمها.
وكتبت الشركة على موقعها على الإنترنت أنها تتعامل مع انقطاعات دورية بسبب نمط حركة غير طبيعي يعكس هجوم حجب الخدمات؛ الذي يشير عادةً إلى إغراق خادم الإنترنت لتعطيل حركة المرور العادية.
لم يتمكن المستخدمون من الوصول إلى جميع أدوات أوبن إيه آي أو خدماتها، وتلقوا رسالة مفادها أن النظام الأساسي قد وصل إلى طاقته القصوى.
وقالت الشركة لشبكة CNN إن معلومات المستخدمين لم تُخترق.
نماذج الشركات الكبرى
يختبر يوتيوب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجيب على الأسئلة حول المحتوى، وتقدم توصيات، وتلخص المواضيع في أقسام التعليقات في مقاطع الفيديو.
تواصل شركات التكنولوجيا الكبرى مضاعفة جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تعتزم أمازون استثمار ملايين الدولارات في تدريب الذكاء الاصطناعي الذي يحمل الاسم الرمزي (أوليمبس)، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
ومن المتوقع أن يحتوي على ضعف كمية المعلومات الأساسية التي تجعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من نموذج جي بي تي-4.
وقال تشاندراسيكاران إنه على الرغم من عدم دخول جميع الشركات غمار منافسة النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، فإن الكثير منها سيستمر في بناء نماذج أصغر، لتحسين منتجاتها وأتمتة المهام واكتساب ميزة تنافسية.
(سامانثا كيلي)