بعد انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف، وظهور العديد من الدعوات لتوفير هذه الخدمات للقطاع لدورها الحيوي في جهود الإغاثة والإنقاذ، تضافرت الجهود إقليمياً وعالمياً فأعلنت شركات اتصالات فلسطينية عودة الخدمات للعمل بصورة تدريجية، كما أعلنت شركات اتصالات مصرية استعدادها لزيادة مدى شبكاتها لدعم القطاع، بالإضافة لإعلان الملياردير الأميركي إيلون ماسك أنه سيمد المؤسسات الدولية في القطاع بخدمات الإنترنت عبر أقمار ستارلينك.
قالت شركة جوال للاتصالات، في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن عودة خدمات الاتصال الثابت والخلوي والإنترنت للعمل بدأت بشكل تدريجي مساء يوم الجمعة.
كما نشرت شركة بالتل للاتصالات البيان ذاته، في منشور عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن طاقمها الفني يواصل العمل لإصلاح ما أمكن من الأضرار التي حلت بالشبكة، قدر المستطاع وضمن ما هو متوفر من إمكانيات، بينما أفادت شركة أوريدو فلسطين، بإمكانية التواصل مع قطاع غزة، خاصة بعد عودة خدماتها التي انقطعت بسبب انقطاع الخطوط الرئيسية المغذية لكل شبكات الاتصالات.
وكان أحد المسعفين قال لوكالة رويترز «إننا نواجه كارثة حقيقية في خدمات الطوارئ والإسعاف التابعة لوزارة الصحة، أنها أكبر كارثة أراها لأول مرة منذ 25 عاماً في تاريخي مع الإسعاف، إذ توقفت مكالمات الناس بسبب انقطاع الإنترنت والاتصالات.. نأمل الآن أن نتمكن من العمل، ولكن من الصعب علينا وعلى الناس التوجه نحو المناطق المستهدفة.. والآن، سيارات الإسعاف موجودة في مستشفى ناصر وداخل الهلال الأحمر الفلسطيني في انتظار وصول أي مدني لطلب المساعدة».
وأضاف «بينما نقف هنا، يمكننا رؤية الدخان يتصاعد من مسافة بعيدة، لذلك يمكن أن يساعدنا ذلك في تحديد المنطقة المتضررة لإرسال سيارة إسعاف، لكننا نفقد الاتصال بها عقب خروجها لأن أجهزة اللاسلكي لا تعمل.. كما نتواصل مع المصابين لمعرفة الأماكن المتضررة الأخرى حتى نتمكن من الوصول إليها».
شركات الاتصالات المصرية تزود غزة بالإنترنت
على جانب آخر، أعربت عدد من شركات الاتصالات المصرية عن تزويدها لخدمات الإنترنت إلى قطاع غزة، وقال مصدر مسؤول رفض الإفصاح عن اسمه في فودافون مصر، في مكالمة هاتفية مع «CNN الاقتصادية»، إن الشركة على استعداد لتقديم خدمات الإنترنت للقطاع، لكن لأن معدات الشركة ستكون على الحدود بين مصر وقطاع غزة فإن نطاقها لن يزيد على 10 كيلومترات داخل القطاع.
وأضاف أن الاستفادة قد تكون محدودة، فالأمر قد يواجه العديد من المشكلات أبرزها مشكلة تقنية تتطلب التجوال الدولي كحل حتى يستطيعوا استخدام الشبكة المصرية على أكمل وجه.
وأكد المصدر أن الشركة لم تتلقَ أي تواصل من الجهات الفلسطينية حتى الآن.
كان وزير الاتصالات الفلسطيني إسحق سدر، أعلن وفقاً لوسائل الإعلام الفلسطينية، عن تواصله مع الجانب المصري، لتنسيق العمل على فتح خدمة التجوال في غزة، حتى تتمكن من الاستفادة من خدمات ستارلينك للإنترنت الفضائي.
ستارلينك توفر الإنترنت لمنظمات الإغاثة العالمية
انقطاع خدمات الهواتف والإنترنت عن قطاع غزة فاقم الوضع المتدهور بالفعل، وأكدت منظمات الإغاثة الدولية أن الانقطاع يعوق عمليات إنقاذ الأرواح، ويمنعها من الاتصال بطواقهما.
بناءً على ذلك، أعلن إيلون ماسك عن دعم خدمة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس لخطوط الاتصالات في غزة مع منظمات الإغاثة المعترف بها دولياً، في خطوة عارضها الجانب الإسرائيلي.
وتقدّم ستارلينك خدمات الإنترنت عبر مجموعة ضخمة من الأقمار الصناعية التابعة لشركة سبيس إكس، وكان ماسك أتاح الخدمة سابقاً لمتضرري الحرب في أوكرانيا بعدما انقطعت سبل الاتصال بين المغتربين مع أهاليهم جراء الغزو الروسي، وكانت هذه البادرة استجابة سريعة لطلب وزير الاتصالات الأوكراني ميخائيلو فيدروف الذي بثه في منشور على منصة إكس المعروفة باسم تويتر سابقاً.