أدخل المسؤولون التنفيذيون في شركة بوينغ تغييرات شاملة على عملية الإنتاج وأنظمة السلامة في الشركة خلال اجتماع دام لثلاث ساعات مع إدارة الطيران الفيدرالية يوم الخميس، وتهدف الخطة إلى طمأنة الجمهور وشركات الطيران والجهات التنظيمية بشأن سلامة طائرات الشركة المتعثرة.

وقال مدير إدارة الطيران الفيدرالية، مايك ويتاكر، بعد الاجتماع «هذا دليل لطريقة جديدة لشركة بوينغ للقيام بعملها»، وتوقع أن تُحدث الشركة «تغييراً منهجياً» في عملية الإنتاج.

وللمضي قدماً، قال قادة بوينغ وإدارة الطيران الفيدرالية إنهم سيلتقون أسبوعياً لمناقشة التقدم المحرز في تنفيذ الخطة، وستُجري إدارة الطيران الفيدرالية مراجعات شهرية.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن الخطة تتضمن عدة عناصر لتحسين تدريب الموظفين وتوضيح التعليمات لموظفي خط التجميع ومنع الموردين من شحن قطع معيبة إلى بوينغ وإجراء عمليات تدقيق إضافية من قبل إدارة الطيران الفيدرالية.

كانت إدارة الطيران الفيدرالية قد أمرت ديف كالهون، رئيس بوينغ المنتهية ولايته، ومساعديه بوضع خارطة طريق، بعد أن كشفت مراجعتان في فبراير شباط عن مشكلات خطيرة في الشركة المصنعة للطائرات.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن الاجتماع ضم كالهون وقادة آخرين في الشركة، وقال ويتاكر إنه يتوقع أن تضع الشركة خططاً «قوية» لإدارة السلامة والجودة، مضيفاً أن إدارة الطيران الفيدرالية لن تسمح لشركة بوينغ بزيادة عدد الطائرات التي تخرج من خط تجميع ماكس الخاص بها كل شهر حتى تقتنع بجودة الإنتاج.

وتابع «لا أعتقد أن هذا سيحدث في الأشهر القليلة المقبلة».

وأشار إلى أن شركة بوينغ لم تطلب من إدارة الطيران الفيدرالية إعفاءها من هذه القيود، وقال «لم نُجرِ حتى مناقشات أولية حول هذه النقطة».

الإصلاحات المخطط لها من قبل بوينغ

بدأت شركة بوينغ العمل على خطة تحسين الجودة، التي تتضمن مئات الساعات من التدريب الجديد للموظفين وتخصيص المزيد من الوقت للمديرين للإشراف على العمل في خط الإنتاج.

وتشمل التحسينات 7500 من الأدوات والمعدات الجديدة، و400 من تعليمات العمل، و300 ساعة من المواد التدريبية للموظفين، حسب ما ذكرت الشركة.

وقالت بوينغ إنها تعمل على زيادة تدريب الموظفين وإلغاء بعض المسؤوليات حتى يتمكن المديرون من قضاء المزيد من الوقت في الإشراف على الموظفين في المصنع.

وقال كالهون «العديد من هذه الإجراءات جارية وفريقنا ملتزم بتنفيذ كل عنصر من عناصر الخطة».

وتقول بوينغ إنها ستمنع ثغرات السلامة في خط تجميع طائرات 737 من خلال منع الطائرات قيد الإنتاج من الانتقال إلى المحطة التالية حتى تكتمل جميع الأعمال السابقة.

عام مضطرب لبوينغ

عانت شركة بوينغ من سلسلة من الأخبار السيئة هذا العام، بدءاً من انفجار باب في طائرة أثناء تحليقها في يناير كانون الثاني إلى تحقيقات من قبل الجهات التنظيمية وتقرير يلوم بوينغ على مشكلات كبيرة في الجودة.

تهدف الخطة الجديدة إلى إظهار أن الشركة وكالهون يمكنهما تغيير ما كان يوماً ما علامة دولية مميزة على جودة التصنيع.

لم تنشر إدارة الطيران الفيدرالية ولا بوينغ الخطة الفعلية، وقال مدير إدارة الطيران الفيدرالية إن الخطة تخص بوينغ، ويمكنها أن تقرر كيفية نشرها.

تعتبر الخطة خطوة حاسمة لإعادة بناء ثقافة السلامة وممارساتها لدى أكبر مصدر في الولايات المتحدة.

أمر ويتاكر بوينغ بوضع الخطة بعد مراجعة نتائج مدققي إدارة الطيران الفيدرالية الذين زاروا خط تجميع طائرات 737 ماكس التابع للشركة، بعد حادث سقوط سدادة الباب في 5 يناير كانون الثاني على متن رحلة ألاسكا إيرلاينز رقم 1282، وهي طائرة ماكس عمرها أشهر.

وبعد حادث الانفجار، قامت إدارة الطيران الفيدرالية بإيقاف طائرات ماكس 9 لمدة ثلاثة أسابيع وأمرت بفحص كل سدادة باب؛ كان هذا ثاني إيقاف عن الطيران منذ أول تسليم لطائرة 737 ماكس في عام 2017.

وقضت طائرة (ماكس 8) عشرين شهراً متوقفة عن العمل بعد حوادث تحطم في عامي 2018 و2019 أودت بحياة 346 شخصاً.

وقد تكون الخطة واحدة من آخر المعالم الرئيسية لشركة بوينغ تحت قيادة كالهون، الذي أعلن في أعقاب حادثة الانفجار أنه سيغادر الشركة هذا العام، ويبحث مجلس الإدارة عن رئيس تنفيذي جديد.

(CNN-جريجوري والاس)