«سنبقي رؤوسنا مطأطأة ونحاول تقديم ما يتوقعه الجمهور منا، في وقتٍ لا يزال فيه خفض أسعار الفائدة أمراً محتملاً في الأشهر المقبلة، ولكن فقط إذا كان ذلك مبرراً بالمزيد من الأدلة على انخفاض التضخم».. هذا ما قاله أمس جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أمام مجلس النواب.

ويدلي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشهادته أمام الكونغرس اليوم، ويقدّم نظرة عامة واسعة النطاق على الاقتصاد والسياسة النقدية، فماذا يخبئ باول للأسواق؟

أمس، شدد باول على أن تخفيضات أسعار الفائدة «ستعتمد في الواقع على مسار الاقتصاد» بينما ينصبُّ التركيز على الحد الأقصى من التوظيف واستقرار الأسعار، والبيانات الواردة لأنها تؤثّر في التوقعات.

وفي ما يخص البنك المركزي الأوروبي، يرجّح محللو «ريفينيتيف» أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير عند 4 في المئة خلال اجتماعه اليوم الخميس.

كما ستكشف رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد عن توجهاتها حول التخفيضات المبكرة لأسعار الفائدة، إذ من المتوقع أن تتخذ خطوات نحو خفضها في الأشهر المقبلة مع استمرار التضخم في الانخفاض.

أسعار الفائدة الأميركية

لفت باول في تصريحاته أمام لجنة «مجلس النواب» إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة «ستكون مناسبة على الأرجح في وقتٍ لاحق من هذا العام، إذا تطور الاقتصاد على نطاق واسع كما هو متوقع».

ومن جهة أخرى طمأن إلى أنه على الرغم من أنه لا يوجد شيء مضمون وأن خفض التضخم غير مضمون كذلك، يعتبر الاقتصاد خالياً من مخاطر الركود المباشر، مع انخفاض معدل البطالة بنسبة 3.7 في المئة.

ويتوقع محللو «ريفينيتيف»، عدم إجراء أي تغيير حالياً بسعر الفائدة التي تتراوح في نطاق 5.25 في المئة إلى 5.5 في المئة.

الانتخابات الرئاسية الأميركية

أما الموضوع الأهم بالنسبة للأميركيين هذا العام، فهو الاستحقاق الرئاسي المنتظر في نوفمبر تشرين الثاني، والذي يمكن أن تلعب فيه قرارات الاحتياطي الفيدرالي دوراً محورياً على أساسه ستتوجه أصوات الناخبين إلى دونالد ترامب، أو جو بايدن.

وبالتالي، كل ما يهم الناخبين هو أسعار الفائدة التي تؤثّر أساساً في الرهن العقاري وبطاقات الائتمان وقروض الأعمال الصغيرة، والتي يمكن القول إنها أسهمت في انخفاض معدلات التأييد الحالية لبايدن.

سوق العملات والفيدرالي

ظل الدولار في وضع جيد مدعوماً بأسعار الفائدة المرتفعة، إذ زاد مكاسبه بنسبة 2.5 في المئة تقريباً خلال العام الجاري.

وسجّل الين أعلى مستوياته في شهر مقابل الدولار اليوم الخميس وسط تكهنات متزايدة بأن «بنك اليابان المركزي» الذي سار عكس التيار، قد ينهي أسعار الفائدة السلبية هذا الشهر.

وارتفعت العملة اليابانية أكثر من 0.5 في المئة إلى مستوى مرتفع عند 148.40 للدولار، مقلصاً خسائره أمام الدولار إلى نحو 4.8 في المئة منذ بداية العام.

أما زوج اليورو دولار، فقد بقي ضمن نطاق التذبذب الضعيف اليوم وسط حالة الترقب للبنك المركزي الأوروبي، فيما بلغت خسائره 1.3 في المئة مقابل الدولار منذ بداية العام، وتم تداوله عند 1.089 دولار، ما يعتبر الأعلى منذ 19 يناير كانون الثاني الماضي.

وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة طفيفة لم تتجاوز 0.1 في المئة الخميس، مقترباً من أعلى مستوياته في بداية فبراير شباط عند نطاق يتراوح بين 1.272 و1.273 دولار، ليكون العملة الأفضل أداء بعد الدولار بين زوج العملات منذ بداية العام.

كما استقر اليوان الصيني إلى حد كبير مقابل الدولار الخميس، وهو يقترب من أفضل مستوياته في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، بعد سلسلة من التراجعات، في ظل هدوء صعود الدولار على وقع تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي التي عززت توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة.