توقع تقرير حديث صادر عن «ستاندرد آند بورز» تغير سياسة العقوبات النفطية الأميركية بشكل كبير حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وعودته لاتباع عقوبات الضغط الأقصى، لكن العوامل الاقتصادية ستؤثر على نوع العقوبات.

واشتعل الصراع في الانتخابات الأميركية مع انسحاب الرئيس جو بايدن من حملة إعادة انتخابه، معلناً دعم نائبته كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي، ضد مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

وبحسب «ستاندرد آند بورز» فإن إجمالي إنتاج النفط الخام في روسيا و إيران وفنزويلا، الدول الرئيسية المستهدفة حالياً بالعقوبات الأمريكية المتعلقة بالنفط، بلغ نحو 13.2 مليون برميل يومياً في يوليو تموز الماضي، وهو ما يمثل زيادة من 11.7 مليون برميل يومياً في بداية إدارة بايدن، وهو انخفاض من 16.1 مليون برميل يومياً في بداية إدارة ترامب.

وقال التقرير «إذا فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات، فمن المتوقع أن تستمر إلى حد كبير في نهج إدارة بايدن تجاه العقوبات، مع التركيز بشكل أساسي على روسيا، ولكن إذا فاز ترامب، فقد يعود إلى فرض عقوبات صارمة على إيران، مع تخفيف العقوبات على روسيا في مقابل اتفاق سلام، كما يقول الخبراء.. ومع ذلك، قد تكون فنزويلا بمثابة بطاقة جامح».

تقول راشيل زيمبا، المستشارة البارزة في Horizon Engage، إن التحول الأكثر أهمية في العقوبات بالنسبة لرئاسة ترامب سيكون حول سياسة إيران، إذا شن حملة صارمة على العقوبات لمحاولة عكس مكاسب إنتاج طهران في عامي 2023 و2024، «ومع ذلك، فإن أي خسائر إنتاجية كبيرة سيتم تعويضها من قبل دول أوبك بلس الأخرى، وقد يجد ترامب صعوبة في فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران بسبب الطبيعة العميقة للتجارة بين إيران والصين».

ووفقاً لبيانات «أوبك بلس»، فان إيران ضخت نحو 3.2 مليون برميل يومياً من الخام خلال يوليو تموز الماضي.

وترى «ستاندرد آند بورز»، إن حملة عقوبات «الضغط الأقصى» لترامب في عام 2018، دفعت إنتاج الخام الإيراني إلى مليوني برميل يومياً.

وترى إيلين والد، رئيسة شركة ترانسفيرسال للاستشارات أن ولاية ترامب الثانية من المرجح أن تؤدي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران وفنزويلا، «عندما يتعلق الأمر بالحوثيين، أتوقع أن يستخدم ترامب إجراءات عسكرية أثقل مما رأيناه حتى الآن، ولن أستبعد توجيه ضربات ضد أهداف إيرانية تزود الحوثيين بالسلاح».

وافقت بريندا شافر، خبيرة الطاقة في كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية، على أن نهج ترامب تجاه إيران ووكلائها من المرجح أن يتجاوز العقوبات، «حيث من المرجح أن يعود ترامب إلى فرض العقوبات على إيران، لكن هذا سيكون ضئيلاً مقارنة بالخطوات الأكثر جدية التي سيتخذها ترامب لردع إيران عن العمل ضد الولايات المتحدة وحلفائها».

وتقول المستشارة البارزة في Horizon Engage، إن ترامب قد يفرض عقوبات أقل على روسيا وربما يرفعها إذا كانت هناك علامات على اتفاق سلام مع أوكرانيا، «أتوقع أن إدارة ترامب ستفعل أقل لتطبيق سقف سعر النفط، مستاءة من حقيقة أن السياسة الحالية تفيد الصين».

وتتوقع رئيسة شركة Transversal Consulting، ألّا «يخفف ترامب العقوبات ضد روسيا، رغم أنه قد يكون أكثر تردداً في إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا».

ترامب سيتبنى نهجاً جديداً تجاه فنزويلا

تقول بريندا شافر، خبيرة الطاقة في كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية، «من المتوقع أن يتبنى ترامب نهجاً جديداً تجاه فنزويلا»، حيث قالت شافر إن الوضع في فنزويلا لا يزال يتطور بعد الانتخابات الرئاسية في نهاية يوليو تموز الماضي، وقد يكون مختلفاً بحلول الوقت الذي تدخل فيه إدارة جديدة البيت الأبيض في يناير كانون الثاني 2025.

وقال نيك بلانكو، المحلل في شركة كوموديتي إنسايتس، إن ترامب بصفته رئيساً، فرض أوسع عقوبات نفطية على فنزويلا، وليس من المستبعد أن نعتقد أن إعادة انتخابه تعني عودة عقوبات الضغط الأقصى، «حيث إن العقوبات الأكثر صرامة على فنزويلا قد تشمل إنهاء التراخيص الحالية الخاصة بالشركات للعمل في فنزويلا، أو إنهاء ترخيص شيفرون، أو إحياء الحظر الأمريكي على الخام الفنزويلي».

وارتفع إنتاج فنزويلا من الخام إلى 993 ألف برميل يومياً في يوليو تموز الماضي جزئياً بسبب منح الولايات المتحدة إعفاءات من العقوبات الخاصة بالشركات، على الرغم من أن الطائرات المعطلة تحد من صادرات فنزويلا.

وأضاف بلانكو «أي من هذه التغييرات يمكن أن يأتي من كلا الجانبين، لكنها ستكون أكثر ترجيحاً في ظل ترامب».

هاريس تسير على خطى بايدن

تقول بريندا شافر، خبيرة الطاقة في كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية «هاريس ستتبنى سياسات بايدن، لتحافظ على براميل النفط الإيرانية والفنزويلية في السوق، حيث من المرجح أن تروج لاتفاق جديد مع إيران ولن تفرض عقوبات جديدة، كما أنها لن تتخذ إجراءات كبيرة ضد الحوثيين لتجنب المخاطرة بالعلاقات مع طهران».

وعن روسيا تقول شافر، إن «من المرجح أن يوسع الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا هذا العام والعام المقبل، وإذا أصبحت هاريس رئيسة فمن المرجح أن تنضم الولايات المتحدة إلى هذه العقوبات».

تقول راشيل زيمبا، المستشارة البارزة في Horizon Engage، إن «إدارة هاريس من المرجح أن ترغب في الانخراط في الدبلوماسية مع إيران، لكن أي مفاوضات جديدة ستحتاج إلى تضمين الدور الإقليمي لطهران، بالإضافة إلى طموحاتها في مجال الأسلحة النووية، كما تعهد الرئيس الإيراني الجديد بالتحدث عن العقوبات مع الولايات المتحدة لأن العقوبات تزيد من قضايا الفساد داخل إيران».

ويقول جورج ليون، النائب الأول نائب الرئيس الأول في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة في تصريحات سابقة «إنه من المرجح أن يسلط ترامب الضوء على حقيقة أن إنتاج النفط الإيراني قد زاد بسرعة في العامين الماضيين بسبب سوء إنفاذ العقوبات، بالإضافة إلى ذلك من المرجح أن يؤكد ترامب أن رفع العقوبات الأميركية عن فنزويلا في أكتوبر 2023 لم يحقق النتيجة المتوقعة».